أدب وفن

لبنى بوشلوخ: أصبحت المشاهدة الجنسية الساخنة طرق مستهلكة لاتُخدم السينما

يمنات

نسعى عبر عدة حوارات فنية لمعرفة خصوصية وواقع المشهد السينمائي والمسرحي الجزائري ونستمع اليوم لفنانة جزائرية شابة تخوض تجارب كممثلة ومساعدة مخرج، ضيفتنا لبنى بوشلوخ ترى ضعف وقلة الإنتاجات في الساحة الفنية يعود لقلة السيناريوهات وكذا المشاكل بالكاستينغ والتعامل على طريق المعارف يعني من له دراية ومعرفة أو صداقة بفنانة أو فنان يكون التواصل معه وله الأولية والبقية قد لا يسمعون بالكاستينغ إلا بعد نهايته وهذا يعتبر من وجهة نظرها مشكلة كبيرة، وتنادي بضرورة زيادة الإنتاج الدرامي والسينمائي وتنوه أن السينما الجزائرية في الآونة الاخيرة تحاول العودة بقوة لمضمار الحضور والتنافس خاصة بتنوع المواضيع وبروز مخرجين سينمائيين جزائريين طموحين أهدافهم الرقي بالسينما الجزائرية في المحافل العالمية وكذا إبرازها كفن ممتع وراقي للجمهور، وأكدت أن  الجزائر تزخر بمواهب رائعة وتستحق الدعم والتقدير…

كما تطرقنا لعدة قضايا مهمة تجدونها في تفاصيل هذا الحوار.

 فيلم “قداش تحبني” كان نقلة نوعية لكِ كممثلة بسبب شهرته..حدثينا عن الفيلم ودوركِ فيه؟

ــ نعم مشاركتي في فيلم فيلم “قداش تحبني” للمخرجة فاطمة الزهرة زعموم كانت نقلة جميلة جدا زادتني حبا للتمثيل من جهة ومن جهة أخرى التعامل مع ممثلين قدرين زادتني تجربةجميلة أكيد أحببت السيناريو ودوري، تدور أحداث الفيلم اجتماعي  حول عائلة جزائرية طرق الطلاق بابهم فجعلت الظروف الوالد يرسله أبنه (رسيم) عمره ثماني سنوات لبيت جدته للعيش معهم وصولا لحل، الجد والجدة يستقبل الحفيد بكل حب وحاولوا اسعادة وتاقلمه مع البيت فاضطروا لطلب مساعدة من (فريدة) وهي أنا بنت الجارة لتساعده في الدراسة وكذا تغيير غرفة الحفيد فوقعت فريدة في حب الصّباغ ، يعالج الفيلم واقع الطلاق والتفكك الاسري ، دوري جد مهم في  الفيلم كرابط وصل بين الحفيد والجد والجدة، ضغوطات الأسر على البنات، والشىء الذي أححبته تعاملي مع الطفل، بحيث أعتبر أن الممثل هو يعكس صورة المجتمع المعاش وكذا يجب أن يحمل رسالة واعية.

كما أود ذكر أن لي تجارب عديدة مهمة مثل تجربتي مع المخرج حاج رحيم “سيتكوم زواج ليلة وتدبيرة عام” ومع المخرج الأردني كمال لحام في مسلسل “عيسات ايدير وخلي البئر بغطاه” وغيرها من الأعمال، فكل عمل له بصمته الخاصة.

ولكن فيلم “قداش تحبني” من خلاله شاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وكذا خارج الوطن في لندن، فرنسا، الهند، جنوب أفريقيا والأسكندرية كونه حاز على شهرة دولية كبيرة.

 * ما الذي وجده  المخرج عمر شوشان فيكِ ليخصك بعدة ميزات وكيف تصفين خطواتكِ الفنية معه؟

ــ المخرج عمر شوشان من بين المخرجين الذين افتخر بالتعامل معهم يعتبر مثل الوالد، قدم هو والمنتج محمد خطاب وناصر خطاب لي الفرصة لإظهار مواهبي وقدراتي بحيث سررت بالتعامل معهم ضمن أعمالهم من سيتكوم “امازيغي نازعزي 2″ انتقالا لفيلم “الثوري استمرارية الكفاح “وصولا لآخر عمل مسلسل درامي رمضاني “فصول الحياة “كانت تجربة وخبرة رائعة سواء كمساعدة مخرج وممثلة، أنا أعتبر أي تجربة فخر لي وأي مخرج يضيف الكثير كممثلةً أو كمساعدة مخرج ،المخرج عمر شوشان لا يميز أحد عن أحد ولا يقدم مميزات لشخص عن شخص  بل يقدم الفرص للكل ويدعم  من يملك طموحات  وأنا طموحي وضع بصمة في الحياة لجمهور واعي وكذا اضافة لمسات ترقي السينما والتلفزيون الجزائري للافضل، فقد وجد بداخلي الإرادة والمثابرة والطموح ودائما يشجعني بنصائحه وارشاداته، استفذت من طريقة إخراجه وكتابة السيناريوهات سواء السينمائية او التلفزيونية فكل عمل معه اعتبره خطوة فنية ابداعية جميلة واضيفها لرصيد خبرتي وتجاربي، وأتقدم لهم بشكري على الثقة التي قدموها لي.

 * تتركين العمل بشهادتكِ في العلوم السياسية رغم مميزاته الكثيرة من أجل الفن..ما الدوافع وهل ثمة مغريات دفعتكِ لذلك وهل تشعرين بالندم لهذا الخيار؟

ــ شهادتي في العلوم السياسة والعلاقات الدولية طموح كبير، لا لم أتخلى عن شهادتي من اجل الفن بالعكس سوف احاول ربط الفن بالسياسة وطموحي واهدافي بعيدة لهذا انا متسمكة بشهادتي، أكيد وهي من ساعدتني في بلورة افكاري واثبات ذاتي كممثلة مثقفة واعية، اذ لايمكن فصل  الفن والسياسة بالنسبة لي وهذا ما اتمناه.

لهذا اعتبر الفن رسالة مؤثرة للجمهور الراقي ونطالب بخطوات تشجيعية جادة تهتم بسقل المواهب الشابة والوجوه الجديدة فالتنوع الفني ضرورة وكذا لابراز مواهب  للنهوض بفن راقي هادف، لهذا لن أتخلى لا على شهادتي ولا على ميولي وموهبتي وهذا ما أسعى إليه أي وضع بصمتي في الحياة، هدفي ربط  السياسة والفن  وإبراز موهبتي وقدراتي في  عالم الفن كصورة شبابية جديدة مثقفة وواعية  تسعى لتطوير الفن الجزائري الراقي ، انا في كل خطوة أقوم بها لا أندم عليها مادمت مقتنعة وواعية وأهدافي  واضحة وأعتبر أي تجربة في حياتي تزيدني قوة واندفاع للمواصلة خاصة الإحتكاك بفنانين ومخرجين جزائريين وأجانب سواء داخل الوطن وخارجه كمشاركتي في مهرجان مسرح  الصيف الزرقاء للمملكة الاردنية الهاشمية ، وكذا في ملتقى مراكش الدولي للفنون وحوار الحضارات في الجانب الدولي اما داخل الوطن في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، أيام الفيلم الملتزم، أيام الفيلم العراقي.

  * ما تأثير أختكِ الممثلة صوفيا الجزائرية؟ وهل لكم أعمال مشتركة؟

ــ العائلة تعتبر مهد للفرد في ميولاته وطموحاته اذ  تساهم بشكل كبير في تكوينه المهني،  وعائلتي اكبر دعم لي  لولا والدتي فهي من  ادرجتني في المسرح كخطوة كبيرة في حياتي الفنية واعتبره اكبر تكريم صعودي على خشبة المسرح بأول مسرحية لاقت رواج كبير صرخة الأبرياء  بعد انضمام  اختي اولا وهذا ما زادني املا لاثباث موهبتي اعلم انها صعبة لكن ارادتي اقوى، لهذا لم اتخلى عن دراستي حتى اكون اكثر وعيا ومكانة وثقافة  واختي  الفنانة صونيا ساعدتني كذلك بشكل كبير فهي تدعمني ترشدني لاعمال  واتقدم للوالدة باكبر شكر وحب لدعمها لي دائما وكذا أختى صونيا وأخواتي الذكور فهم يؤمنون بموهمتي ويحترمون الفن، بالنسبة للأعمال مشتركة مع أختي نعم توجد أعمال كثيرة ، من مسلسل “عيسات  ايدير”  للمخرج كمال لحام، وفيلم  سينمائي “ثمن الدم” للمخرج اسماعيل يزيد ، “نازعزي 2″ للمخرج عمر شوشان، “نساء وقدر” للمخرج خالد خالد، اضافة  للمشاركات معها في بعض المهرجانات الوطنية والدولية، أتمنى لها التوفيق في مسيرتها.

 *الأعمال التي تتسم بمشاهد جنسية ساخنة تجد رواجا.. كيف تنظرين لهذه الظاهرة؟ هل تقبلين هكذا أعمال؟

هناك تغير في السينما الجزائرية ويمكنكم ملاحظة أن المواضيع والسيناريوهات أصبحت أكثر قربا وعرضا للواقع المعاش كون الأوضاع  الحالية تفرض ذالك وهذا ما شاهدته  في عدد من الأفلام  من مختلف الدول العربية وحتى الأجنبية في مهرجان وهران السنمائي  الدولي للفيلم العربي، يعني أصبحت المشاهدة الجنسية الساخنة طرق مستهلكة لاتُخدم السينما وطرح المواضيع بسذاجة ومباشرة قد تضر بالفيلم وتحرمه من الجمهور فليس كل الناس تلهث وراء السفالة وخصوصا عندما يتم وضع مشاهد تعري ساذج ليس له معنى، المشاهد أصبح يطالب بتجسيد الواقع المعاش بطريقة سلسة ومفهومة وهناك طرق عديدة لتصل الفكرة بشكل نظيف ما دون اللجوء للمشاهد الساخنة التي  أصبحت  لا تلقى رواجا كبيرا ، المشاهد صار واعيا جدا ومثقفا أكثر ، وبالنسبة لرواجها فلا أعتقد ذلك، اما بالنسبة لي فلا أعتبرها تخدم الرسالة الفنية وقد يحدث ترويج وشهرة وقتية للفنانة التي تقبل مثل هذه الوضعيات لكنها تزول وتندثر ويكون السقوط الفني للفنانة وتفقد جمورها وأكيد أنا أرفض ولا أقبل  تجسيد وتمثيل مشاهد جنسية ساخنة أو باردة فهي ليست ضمن مخططاتي ولا علاقة لها بالفن لا فائدة منها.

المصدر: رأي اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى